Friday, April 20, 2007

عن غثاء السيل ...





الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن وآلاه....

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : - يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت.
صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم وابلغ واجاز فى وصف ما نحن فيه الأن من وهن وضعف,فقد كثر العدد وزاد ولكن بلا فائدة, يصدق فينا حديث شريف اخر يقول (
إنما الناس كالإبل المائة ، لا تكاد تجد فيها راحلة)

تركت لنا الحكومات الحبل على غاربه فالكل يكتب والكل ينقض وقلما جدا ان تجد احد الكتاب قد اعتقلوا لكتاباتهم فى ايامنا الأخيرة, حتى الجرائد القومية فهذا الكاتب الكبير محمد ابو كريشة بجريدة الجمهورية يكتب وينقض فى ولاه الأمور-الفاسدين منهم- ويحاول محاولات شبه يومية فى إيقاظ هذه الأمة ويبدو إنها تفشل دائما ! ,لان الشعوب فى سُبات عميق وغيره الكثيرون بالطبع يحاولون دون فائدة , وبالطبع علمت الحكومة هذا فتركت لنا الحريات بعد ان كسبت الرهان على الشعوب فلا خوف من شعوب لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت ماتت.

يخطئ من يعتقد ان الإنسان العربى يقوم ويقلب الدنيا إذا تعرض قوته او معدته للخطر كما كان يقال قديما (عض قلبى ولا تعض رغيفى) فالواقع ان هناك فى امتنا العربية ملايين يموتون جوعا وملايين أخرى مشردة ليس لها مأوى ومع ذلك لا تجده يفعل شيئاً سوى ان يلهث ولا اصبح يخيف احدا!! حتى العدو الخارجى اصبح لا يشعر معنا إلا بالأمان فالحب (على ودنه) والغرام (ببلاش) فى الأزقة والحارات والمخادع والكورنيش وكمية الإستظراف لدى الشباب والبنات والعواجيز تجيب الضغط والجلطة !! وعلى الرغم من كم الدعاة الهائل هذا فى عصرنا الحالى ,إلا إننا نعيش فى تراجع فظيع فى القيم والأخلاق.

انظر ماذا قال أستاذ محمد ابو كريشة بالجمهورية :
"هذه الأمة التى تفر من اعدائها بينما يتقاتل ابنائها حتى الموت من أجل التسابق على الفوز بفتاة ساقطة ومن أجل (ربع جنيه) ومن أجل سيجارة بانجو .. ابناء هذه الأمة مخلصين جدا فى كراهية بعضهم البعض .. شجعان جدا فى السرقة والبلطجة و تحدى المشاعر وممارسة الرذائل على قارعة الطريق .. ثابتون على منهج العنهجية والعزة بالأثم .. ينصحون ولا يتنصحون يعظون ولا يتعظون .. لم يعد ممكنا ان نصدق أحدا الأن .. حتى الذين نسميهم علماء دين ودعاه لا نصدقهم لأن فيهم كذبة وفسقة وهواة وهواه نجومية وسارقى كاميرا وعشاق اضواء".

هناك الكثيرون مما يحاولون السيطرة على عقولنا ومشاعرنا بأفكار سقيمة عقيمة واطراف هذا الصراع كثيرون من حكومة ومعارضة واخوان وكتاب مقالات فى الصحف وونجوم فن ورياضة ودعاه وعلماء دين , وفى الزحام لا قيمة للفكرة فالرابح من يجيد الترويج عن بضاعته وافضل طرق الترويج الأن هى أنه عل كل طرف ان يبين فساد الأخر ويفضحه ويتتبع عوراته ويقول صلّ الله عليه وسلم (
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) فالحكومة لا يهمها ان تثبت انها على حق ولكن يهمها ان تثبت كذب المعارضة .. والمعارضة تعيش على هدم فكر وآراء وإنجازات الحكومة, الكل يريد ان يثبت ان الطرف الأخر كاذب ولا احد يجتهد فى إثبات صدقه هو.

لابد ان نعرف انك
نا فى مشكلة وهى البعد عن ديننا وأخلاقياته المشكلة هى حب الدنيا وكراهية الموت وحب الشهوات وكراهية الطاعات كراهية جهاد انفسنا و حب النوم والكسل و كراهية العمل حتى صدقت فينا اقوال سيدنا ومولانا رسول الله صل الله عليه وسلم , فطالما ان الشيطان قد اغتصب قلوبنا وسلب عقولنا ,لا بل ليس الشيطان ولكنها أنفسنا الأمارة بالسوء التى لا نجاه إلا بتزكيتها ولا فلاح إلا بمجاهدتها وتربيتها ليس الحل فى ان يتغير الحاكم ولكن الحل فى ان يتغير المحكومون يقول تعالى : إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ [الرعد : 11]

ويقول أيضا : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)

وبس .

9 comments:

صاحب البوابــة said...

بوست قيم للغاية

جزاك الله كل خير

تحياتي لك ايها المبدع

§a§a said...

جزاك لله خيرا

The Manager said...

اخى الباشمهندس صاحب البوابة
جزانا وإياكم واهلا بيك

صاصا حبيبى
منور والله دايما

همسات دافئه said...

ليس الحل فى ان يتغير الحاكم ولكن الحل فى ان يتغير المحكومون
صدقت والله وجزاك الله عنا خيرا
اللهم ارزقنا حبك وحب من احبك وحب عمل يقربنا الى حبك اللهم ما اعطيتنا مما نحب فاجعله قوه لنا فيما تحب وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب

The Manager said...

واحدة من الناس

جزانا وإياكم
وربنا مش يحرمنى من مروركم الجميل دة

همسات دافئه said...

معلش فى حاجه تانيه أنا لاحظت انك كاتب
(أنا وأعوذ بالله من كلمه أنا)
هوه ليه احنا بنستعيذ منها مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل مكه
قال أنا النبى لا كذب أنا بن عبد المطلب
وأظنه لم يستعذ منها أبدا
والله أعلم

The Manager said...

ايوة صحيح

معاكى حق

انا هغيرها حالا

جزاكى الله خيرا

أحمد فتح الباب said...

موضوع هايل...احييك

heba said...

السلام عليكم
موضوع جميل طبعا
بس عشان انا قريت كذا موضوع ورا بعض يمكن فحاسة ان بتكون نهايتهم واحدة وهي تغيير الذات وطبعا دي حاجة كويسة بس المفروض بعد تغيير الذات نحاول ندخل علي افات المجتمع واهمها الجهل وحب الدنيا زي ما انت كاتب وبحييك علي موضوعاتك لانها بتحاول توقظ الضمير النائم والمفروض فعلا الناس تكون ايجابية اكتر في حل مشاكلها