الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن وآلاه ...
(الإصلاحيين ) كلمة نسمعها كثيراً فى ايامنا الأخيرة, حيث يذكرها الإخوان المسلمون عندما يريدون الإشارة إلى باقي الإخوة (المساجين ) فى المعتقلات.ودعونا (نفصص) هذا المعنى الكبير للإسم الذين قد اختارونه لأنفسهم , ونقرر بعد ذلك هل هم (إصلاحيين ) حقاً؟ ام إنه الوهم اللذيذ ؟,ام انه سُترة لشئ غير الإصلاح؟
دعونا أولاً أن نتفق على ان هناك فساد في البلاد, وسلبٌ لبعض حقوقنا, ونعترف ان نسبة ليست بالقليلة من المصريين تحت حد الفقر, وأن جزء من الديمقراطية مسلوب, ولا ننكر ان نسبة البطالة حتى وقت لاحق كانت ولا تزال كبيرة, ولا ننكر ان هناك تقصير من جانب ولاة الأمور.
الحكومة يمكن ان نسميها كما نسمي الشركة او المنشأة فى مجالنا المحاسبي انها (شخصية اعتبارية) اى انها تحمل خصائص اى فرد عادي فتأخذ وتعطي وتملك وتبيع وتشتري مثل الأفراد ولكنها ليست شخصية حقيقة ولكن (نعتبرها ) شخص حتى يمكن ان نتعامل معها, فالحكومة من معرفتنا بها هي امرأة ظالمة (مفترية ) مولاة علينا ولكنها لا تصوننا ولا تعطينا حقوقنا كاملة وقد افسدت المجتمع وضيقت على الشعب ماديا... وكذا إلى اخره
الحكومة شخص مثل 80 مليون شخص ..ولكن هل هذا الشخص هو فقط من يحتكر حقوقنا ؟ هل ليس لنا حقوق اخري عند اي شخص اخر؟ هل ليس علينا حقوق لأي شخص اخر؟ لماذا نُصر على ان يأخذ الجميع حقه من هذه المرأة العجوز الشمطاء ونضع انفسنا فى التهلكة ونحن فى الأساس قد سلبنا حق الجميع الذي ولانا الله عليه , شخص!! شخص واحد!! الله الغني عنه ياجماعة الخير وليؤدي الباقون ما عليهم من حقوق, فوالله لو فعلنا ذلك لأغنانا الله عن هذه المرأة وما لديها كله , نتركه ونحتسب عند الله , لأننا نصحناها (ومش نافع)... النار تتكفل بها يوم القيامة إن شاء الله ,مثلها مثل كل من لم يلتزم فى دنياه بأمر ربه.
هل تختلفون معي إنه إذا أدي كل ذي حق حقه سوف لا نحتاج لا لدعم لرغيف العيش ولا معاشات لاتثمن ولا تغني من جوع ولا حتى لمساعدات خارجية ... إلخ ؟ هل تختفون معي أن نسبة ليست بالقليلة من المصريين ممن لا يعدون انفسهم من الأغنياء يمتلكون على سبيل المثال تليفون (موبايل) يتدعي ثمنه الألف والألفين من الجنيهات؟, ونسبة ليست بالقليلة تمتلك سيارات فارهة مثلا ؟ هل نختلف على ان نسبة ممكن يقرأون معي هذا الموضوع لا يجتاجون ولا يأكلون العيش المدعم(ابو شلن) اصلا ؟ إذن هل يعقل يا سادة ان يعيش هؤلاء (المسلمون) (الملتزمون ) (المصلون) (الصائمون) وبينهم جائع او محتاج او محروم!!, ثم نطالب نحن (المرفهون) ان تعطي الحكومة الحقوق للغلابة ؟ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ؟ يقول لهم الله : انتو مش عاقلين ؟ انتوا مجانيين !!
ألم تقرأ قول الله تعالى : "إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ " ؟ أ نتصف بجميع صفات المؤمنون المجانية (أم بلاش) اما الحق المعلوم للسائل والمحروم (ننفضله ) ونطلب من الحكومة ان تعطينا اياه !! نصاب بمرض فنبحث عن دعاء ...فقط دعاء (ببلاش) ونتناسي قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة) وخذ من هذا الكثير.
ولكن نسمي انفسنا شيوخاً ومصلحين وشرفاء أليس من باب اولي ان نعطي ما علينا من حقوق وإذا احتجنا المزيد بعد ذلك نثور على من يرفض ان يعطينا حقنا ؟ أليس عجبا ان نطمع فى الجنة ونقرأ القرآن كل يوم ولا تقع أعيننا و لا قلوبنا على قوله تعالى :"لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ " [آل عمران : 92] ؟ وما البر ؟ أ يمكن ان يكون الحصول رضا الله مثلا ؟ ربما
إذن فأقرأ قول الله فى أية اخري حيث يقول :"لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "[البقرة : 177]
فى النهاية .. ايعقل ان نكون جميعنا مصلحين لشخصية واحدة !!وقد نسينا ان الحل ان نصلح انفسنا اولا ؟
أ نضيع حياتنا فى محاولة إصلاح تلك الشخصية .. وفي النهاية نكون قد افسدنا آخرتنا نحن ؟
أهذا هو الإصلاح ؟ بئس الإصلاح إن كان هو
لا تجبروننا ان نذكر قول الله تعالى : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ".
وبمناسبة البر... تأمل الأن مرة أخرى قول الله تعالى : أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [البقرة : 44]
واسف للإطالة
وبس