الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن وآلاه ...
خَمَلَ الرجل(فى المعجم ) اي خَفِي فلم يُعرف ولم يُذكر, و الخمول لا يعني الكسل ولا يرادفه ولا يقاربه فى المعني, ولكن الخمول هو عكس الظهور وليس كالكسل الذي عكسه النشاط فالخمول هو صفة ممدوحة وخُلقٌ حسن, خسر من لم يتحلْ به وانساق وراء حب الظهور والشهرة فبئس الشهوة الخفية تلك, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن اليسير من الرياء شرك ، وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأبرياء ، الذين إن غابوا لم يفتقدوا ، وإن حضروا لم يعرفوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كل غبراء مظلمة) رواه ابن ماجة فى سننه.فالله سبحانه وتعالى يحب هؤلاء المتقين الأخفياء الذين فى حضورهم لا تعرفهم, وفى غيابهم لا تفقدهم, وذلك لأنهم يتجنبون الظهور ويتحلون بالخمول فلا يهمهم الخلائق ليشتهروا لديهم وينظروا لهم ولكن يهمهم ان ينظر الله لهم
ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايضا : (إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو صلاة , أحسن عبادة ربه وكن غامضا فى الناس , لا يُشار إليه بالأصابع فعجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه ) , وقوله : (حسب المرء من الشر- إلا من عصم الله عز وجل - أن يشار إليه بالأصابع فى دينه ودنياه...) وقول أخر يتماشى معنا في ايامنا هذه بدرجة كبيرة : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرازق عن معمر قال : عاتبت ايوب على طول قميصه فقال : ( إن الشهرة فيما مضى كانت فى طوله وهي اليوم فى تشميره) , فأصبح تقصير الثياب يدعوا إلى الظهور والشهرة لأنه صار نادر الحدوث وإنما من حديث تقصير الثياب كانت العبرة منه ان في تطويله تكبر وخيلاء , وتغير الوضع الأن واصبح إطالة الثوب فى المعقول شئ ليس فيه تكبر او كذا إلى أخره, فترك تقصير ثوبه هذا العارف بالله خشية الشهرة.
ويقول سيدنا ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه فى الحكم : (إدفن وجودك فى ارض الخمول, فما نبت مما لم يدفن لايتم نتاجه). فعندما تحسن دفن البذرة فى الأرض ثم ترويها بالماء تصير نباتا وتكبر وتثمر ايضا , ولكن إذا لم تدفنها تدوسها الأقدام , أو تَذْرُوهُا الرِّيَاحُ , او بدلا من ان يغذيها ماء الري يجرفها بعيدا, فينبغي ان ندفن انفسنا ونخفيها حتى تنبت نباتا حسنا , وتخرج لنا ثماراً جيدة إن شاء الله , ولا تنكر انك عندما يعرف الناس عنك علما او ثقافة او دينا ويعجبون بك , بالتأكيد ستشعر فى داخلك بشئ من حب النفس او الغرور وسيتحول هذا الشعور لديك برغبة فى إظهار المزيد للناس حتى يزداد الإعجاب والإنبهار بك وفى ذلك رياء ولهذا ربط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الأول بين خطر الشرك والتنبيه من حب الظهور والتذكير بحب الله للتقي الخفي والله اعلم
بس
خَمَلَ الرجل(فى المعجم ) اي خَفِي فلم يُعرف ولم يُذكر, و الخمول لا يعني الكسل ولا يرادفه ولا يقاربه فى المعني, ولكن الخمول هو عكس الظهور وليس كالكسل الذي عكسه النشاط فالخمول هو صفة ممدوحة وخُلقٌ حسن, خسر من لم يتحلْ به وانساق وراء حب الظهور والشهرة فبئس الشهوة الخفية تلك, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن اليسير من الرياء شرك ، وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأبرياء ، الذين إن غابوا لم يفتقدوا ، وإن حضروا لم يعرفوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كل غبراء مظلمة) رواه ابن ماجة فى سننه.فالله سبحانه وتعالى يحب هؤلاء المتقين الأخفياء الذين فى حضورهم لا تعرفهم, وفى غيابهم لا تفقدهم, وذلك لأنهم يتجنبون الظهور ويتحلون بالخمول فلا يهمهم الخلائق ليشتهروا لديهم وينظروا لهم ولكن يهمهم ان ينظر الله لهم
ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايضا : (إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو صلاة , أحسن عبادة ربه وكن غامضا فى الناس , لا يُشار إليه بالأصابع فعجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه ) , وقوله : (حسب المرء من الشر- إلا من عصم الله عز وجل - أن يشار إليه بالأصابع فى دينه ودنياه...) وقول أخر يتماشى معنا في ايامنا هذه بدرجة كبيرة : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرازق عن معمر قال : عاتبت ايوب على طول قميصه فقال : ( إن الشهرة فيما مضى كانت فى طوله وهي اليوم فى تشميره) , فأصبح تقصير الثياب يدعوا إلى الظهور والشهرة لأنه صار نادر الحدوث وإنما من حديث تقصير الثياب كانت العبرة منه ان في تطويله تكبر وخيلاء , وتغير الوضع الأن واصبح إطالة الثوب فى المعقول شئ ليس فيه تكبر او كذا إلى أخره, فترك تقصير ثوبه هذا العارف بالله خشية الشهرة.
ويقول سيدنا ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه فى الحكم : (إدفن وجودك فى ارض الخمول, فما نبت مما لم يدفن لايتم نتاجه). فعندما تحسن دفن البذرة فى الأرض ثم ترويها بالماء تصير نباتا وتكبر وتثمر ايضا , ولكن إذا لم تدفنها تدوسها الأقدام , أو تَذْرُوهُا الرِّيَاحُ , او بدلا من ان يغذيها ماء الري يجرفها بعيدا, فينبغي ان ندفن انفسنا ونخفيها حتى تنبت نباتا حسنا , وتخرج لنا ثماراً جيدة إن شاء الله , ولا تنكر انك عندما يعرف الناس عنك علما او ثقافة او دينا ويعجبون بك , بالتأكيد ستشعر فى داخلك بشئ من حب النفس او الغرور وسيتحول هذا الشعور لديك برغبة فى إظهار المزيد للناس حتى يزداد الإعجاب والإنبهار بك وفى ذلك رياء ولهذا ربط سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الأول بين خطر الشرك والتنبيه من حب الظهور والتذكير بحب الله للتقي الخفي والله اعلم
بس