Thursday, April 3, 2008

سُبحانك تعزُ منْ تشاء وتذلُ منْ تشاء


الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله صحبه ومن وآلاه .....
سبحانك يارب تهبُ منْ تشاء وتمنعُ عمن تشاء, تبسطُ الرزق لمنْ تشاء وتقدّرُ الرزق على منْ تشاء, تعزُ منْ تشاء وتذلُ منْ تشاء , وترفعُ منْ تشاء وتخفض منْ تشاء , تؤتي الملك منْ تشاء وتنزع الملك ممن تشاء, تهدي منْ تشاء وتضل منْ تشاء , تغفر لمن تشاء وتعذب منْ تشاء , تؤتى الحكمة منْ تشاء وتؤيد بنصرك منْ تشاء , والفضل بيدك تؤتيه منْ تشاء , وتختص برحمتك منْ تشاء , وتجتبي مِن رسلك منْ تشاء , وتزكي منْ تشاء , و تعلم من تشاء , وتورث الأرض من تشاء , وترسل الصواعق فتصيب من تشاء.
سبحانك سبحانك لانحصي عليك ثناءً انت كما اثنيت على نفسك
سبحانه القائل فى كتابه العزيز:
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
[الرعد : 11]
كنا ولا نزال نتقلب فى نعم الله , وننعم بكرمه وجوده وفضله ومنه وعطاءه في حياتنا, ولا يسلب الله نعمة من النعم ويمنع عباده إياها إلا إذا تغيروا هم اولاً من الحال الطيب إلى الحال السئ, ومن الخير إلى الشر ومن دائرة رضا الله إلى دائرة سخطه والعياذ بالله, فحين إذن لايكون هناك مفر ولا مرد ولا رجوع عن غضب الله , وذلك لأن الله اراد لهم سوءاً, انتقاما منهم وجزاءً لسوء عملهم, وهو الذي قد حذرهم وانذرهم وبيّن لهم اوامره فلم يأتمروا بها , ونواهيه فلم ينتهوا عنها.

فلا داعي لإنكار ذلك ولنعلم ونتيقن من انه ما اصابنا من سوء فإنه من انفسنا, وإنه ليس لنا من والٍِ ولا ناصر من دون الله إلا بواحدة ...

ألا وهي ان نغير من انفسنا ما فسد, ونصلح انفسنا فيصلح الله لنا الأحوال كما قال تعالى:
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
ويقول أيضا جل جلاله :
(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ)
ويقول سبحانه :
(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).

ولتعلم ايضا ان السبيل للخروج من بلاء الله لنا بغلاء الأسعار او بغيره من ظلم او قهر او ذل هو ان نتقي الله فإن الله تعالى يقول :
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)

ويقول ايضاً:
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).

لا اطالب بمنع الإضراب والعصيان المدني, لكن لتعلم انه لا فائدة منه من غير ان تغير انت من نفسك اولاً
فلابد على من يرغب فى رفع البلاء ان يترك الرشوة والسرقة والكذب والنصب والزنا والشذوذ الجنسي والتبرج وأن تقبل على ذكر الله وعلى حب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لا يكتمل الإيمان إلا به... فكل خصلة من ذلك قد تفشت في مجتمعنا بصورة تجعلنا في غربة عن الإسلام وفي خصام مع الله والعياذ بالله,
فكلامي هذا لكل مسلم يريد ان يسلك الطريق الصحيح فى الخروج من هذا البلاء.


ولتعلم ان الله لا يظلم احداً واننا إن اصابنا هذا البلاء فنحن نستحقه, وإن كنت لا تستحقه انت كفرد ترى نفسك صالحاً فثق إن الله سوف يخرجك سالماً إن شاء الله ولكننا كشعب وكمجتمع وكأمة ... من رحمة الله انه لم يعاملنا بما فعل السفهاء منا وينتقم منا كقوم عادٍ أو ثمود لأنه قد كثر فينا الفجرة والمحتالين والماجنين فماذا بعد ذلك ...
يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري :
إذا اردت ان يخرق الله لك العوائد , فأخرق انت من نفسك العوائد .

دا بوست كتبته فى جروب الإضراب بتاع 6 ابريل فى هذا الرابط:
http://www.facebook.com/topic.php?uid=9973986703&topic=5442
واسف جدا للإطالة
وبس